كلمة رئيس التحرير

يصدر العدد الثالث من مجلة كلية التربية في وقت تمر فيه أنظمة المجتمع وعلى رأسها النظام التربوي في بلادنا بعمق أزماته، بسبب الظروف والتغيرات التي لحقت آثارها بجميع مؤسسات الدولة، والأدوار التربوية ليست بمعزل عن هذه الظروف، ومن منطلق مسؤولية كلية التربيةودورها في تحقيق تطلعات أبناء المجتمع للارتقاء بدورها التربوي، فقد تناولت أبحاث هذا العدد قضايا تربوية، وعلمية متنوعة تعالج مشكلات مهنية، وفنية، وإدارية، بهدف استخلاص العبر، وبلوغ غايات التحسين والتغيير، وفتح الأبواب التي تسهم في انطلاق مبدأ التغيير بما هو متاح من الفرص، وبهذا فقد تقدم الباحثون في مختلف الاختصاصات بحزمة من المقترحات لتطوير وعلاج الكثير من القضايا، واستثمار الطاقات البحثية التي تهتم بالترحيب بما هو جديد، وتبني ما فيه من مفيد، من أجل الحدِّ من الانهيار المتسارع الذي لحق بأنظمة المجتمع، وعلى رأسها النظام التربوي، وذلك بديلا عن غلق الأبواب، وانتظار انتهاء الأعوام.

   ولهذا فإن دور البحث العلمي يبقى هو العنصر الرئيس في نهوض المجتمع من أزماته، كونه قائمًا على تجارب، وخبرات، وبرامج تفيد في تنفيد الخطط وتقويمها، من منطلق أن الحكمة مصدرها العقول المدبرة، وليس شدة الغضب، والانفعالات، والاعتداءات، قال تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾[البقرة: 269].

                                                                                              رئيس هيئة التحرير