الاهتمامات والرؤى الجغرافية في دراسة القضايا البيئية المعاصرة
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi14.690الملخص
تلعب الجغرافيا دوراً مميزاً في دراسة ومعالجة القضايا البيئية المعاصرة، ويستند ذلك إلى أحد المفاهيم الجغرافية المهمة القائل بأنَّ: "الجغرافيا هي العلم الذي يهتم بدراسة علاقة الإنسان بالبيئة"(1)، ولما كانت القضايا البيئية والتنموية هي محصلة طبيعية للتفاعل غير الراشد، وغير المتوازن بين قدرات البيئة الطبيعية وإمكانياتها من ناحية، وبين الإنسان وسلوكياته وطموحاته من ناحية أخرى(2)؛ فإنَّ الاهتمام بها يقع تحت مظلة الاهتمام الجغرافي كونها قضايا جغرافية بالدرجة الأولى، كما أن مسئولية الجغرافي في هذا الصدد تتمثل بالتصدي لهذه القضايا بما يؤكد دوره الفعال والإيجابي في هذا المجال(3). ومن خلال هذا الاهتمام البيئي والتنموي للجغرافيا فإنها تعايش الواقع وتستجيب لبناء علاقة متوازنة بينهما، ومن ثمَّ تنضم الجغرافيا إلى منظومة العلوم البيئية؛ لإبراز رؤيتها من خلال تحليل وتقييم العلاقة بين البيئة والتنمية؛ بهدف حماية البيئة وصيانتها في إطار التنمية الراشدة والمستدامة.
وللفكر الجغرافي المعاصر رؤى متعددة ومتنوعة الاتجاهات والأهداف في دراسة ومعالجة القضايا البيئية المعاصرة، حيث تتمثل في التحليل والتعليل والشمولية والتنبؤية، وهذه الرؤى تمثل مرتكزات هامة في دراسة، أو بحث أية قضية بيئية أو تنموية، خاصة وأن الجغرافيا تمتلك ذخيرة ضخمة من المعلومات والبيانات والإحصائيات عن البيئة ومواردها الطبيعية والبشرية، ممَّا يؤهلها أن تلعب دوراً قيادياً ورائداً في الدراسات الأساسية للبيئة(4)، كالتلوث والتصحر والجفاف واستنزاف الموارد، وغيرها من القضايا البيئية والتنموية، وهي مؤهلة لذلك كونها حلقة ربط بين العلوم الطبيعية والإنسانية.