الوجه الآخر للجغرافية الاقتصادية

الملخص

     على عكس أغلب الدراسات الجغرافية المحلية على أقل تقدير، سعت هذه المقالةُ النظرية إلى إثارة الجدل في مفاهيم الجغرافية الاقتصادية ومحتواها العلمي، لتكون أولى المحاولات – على حدِّ علم الباحث– التي تقدم رؤية تحليلية للقصور الفكري الجغرافي في ميدان الجغرافية الاقتصادية خاصة، والمتمثّل في عدم استجابته لمبدأ الاستدامة في الفكر التنموي المعاصر، من هذا المنطلق كان الهدفُ الرئيس لهذه المقالة هو تسليط الضوء على إهمال المنظور الفكري للجغرافية الاقتصادية المتجسد في مفاهيمها المنهجية وطرائق البحث فيها للآثار البيئية الناجمة من دعوتها إلى استغلال الموارد الاقتصادية المختلفة، التي كانت ومازالت في منأى عن الفلسفة التنموية المعاصرة، ونعني بذلك عقلانية التنمية الاقتصادية التي نادى بها أنصارُ الاستدامة الداعون إلى ادماج البعدِّ البيئيّ في مجال التنمية في شتى صنوفها، واستندت المقالة إلى منهجيّ تحليل المحتوى النوعي والنقدي، الذي لا يتخذ القضايا على علاتها، ويعتمد على الشك للوصول إلى الحقيقة، اتضح أنّ الفكر الجغرافي في مجال الجغرافية الاقتصادية يعوزه استيعاب تقليد التنمية المستدامة واستخدامه منهجًا أو مدخلًا  في دراساتها وأبحاثها، وأنّ دعوات الجغرافية الاقتصادية وروادها بطرائق البحث، ومنهجية الدراسات التقليدية في ميدانها شاركت بطريقة غير مباشرة في التدهور البيئي بتأثر النظام الطبيعي والسكان بانبعاثات الأنشطة الاقتصادية الصناعية منها خاصة.