التحديات الأخلاقية للذكاء الاصطناعي

الملخص

تمثّل الأخلاق الركيزة الأساسية للإنسان، والشغل الشاغل لكل المفكرين والفلاسفة باعتبارها الجوهرة الدائمة للحياة، وبما أنّها كذلك فإنّ الحاجة إلى التفكير فيها تظل قائمة، وخاصة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها كل عصر، ومع التطور الكبير الذي عرفته التكنولوجيا اليوم، وظهور الذكاء الاصطناعي وسيلةً مُعتمدة في مختلف مجالات الحياة تبرز الأخلاق إحدى أكبر التحديات التي تواجه هذا النظام الجديد، وتكمن إشكالية هذا البحث في التحديات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إذ من المعروف أنّ الأخلاق مرتبطة بالإنسان باعتباره المسؤول عن أفعاله، لكن مع وجود "آلة" ذكية بدأ يُطرح تساؤل حول ما إذا كانت لهذه الآلة مبادئ أخلاقية توجه سلوكها وتمكنها من القيام بأفعال أخلاقية مماثلة لتلك التي يقوم بها الإنسان. لذلك تسعى هذه الدراسة إلى معرفة ما إذا كان للذكاء الاصطناعي مبادئ أخلاقية قادرة على توجيهه نحو الفعل الأخلاقي أم لا، كما تهدف إلى تسليط الضوء على مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على اتخاذ قرارات أخلاقية، إضافة إلى ذلك تتناول الدراسة الأسئلة الأخلاقية المتعلقة بالخصوصية، والأمان، والمسؤولية التي تترتب على استخدام هذه الآلات الذكية. وخلصت الدراسة بعد التحليل إلى عدة نتائج من أهمها: تُعدّ الأخلاقيات عنصراً أساسياً ومحورياً في تطوير الذكاء الاصطناعي؛ لِمَا لها من دور في تعزيز قيمة التكنولوجيا واستخدامها بطريقة آمنة وخالية من الانحرافات السلوكية. كما يتمتع الذكاء الاصطناعي بقدرة فائقة على تجميع المعلومات وتحليل البيانات، غير أنّه يُشّكل تهديداً للقيم والمبادئ الأخلاقية إذا تمَّ استعماله بطريقة غير منضبطة.