هيوم: دورُ اللغةِ فِي مشروعِ إنتاجِ المعرفةِ
الملخص
تُعدُّ فلسفةُ هيوم مِنْ أهمِّ الفلسفاتِ الَّتي قامَ عليها المشروعُ الفلسفيُّ الغربيُّ الحديثُ، ومَا زادَ مِنْ أهميتها تركيزها على موضعِ المعرفةِ الَذي هدفَ إلى وضعِ معيارٍ يكونُ قادراً على التَّمييزِ بينَ المعرفةِ المشروعةِ والمعرفةِ غيرِ المشروعةِ، كما هدفَ إلى وضعِ حدٍّ يكونُ قادراً على حمايةِ المعرفةِ مِنَ المؤثراتِ اللاعقلانية. لِتحقيقِ هذه المقاصدِ كانَ على هيوم ضرورةَ الانفتاحِ على موضوعِ اللغةِ وبيانِ الدَّورِ الّذي تؤديه فِي مشروعِ إنتاجِ المعرفةِ وتداولها، حيثُ انتهى إلى تكريسِ التَّطابقِ بينَ مُحتوى المعرفةِ ودلالةِ مُفرداتِ اللغةِ، فالمعرفةُ عندهُ تكونُ مشروعةً إذا كانت مُستمدةً من انطباعٍ حسيٍّ، كذلكَ هو الأمرُ معَ مُفرداتِ اللغةِ الَّتي تكونُ ذات معنى إذا كانت ذات مُحتوى واقعيٍ، وتكونُ خاليةً منَ المعنى فِي حالِ غيابِ المُحتوى الواقعي عنها.