عَوَاملُ قِيَامِ دَوْلَــــةِ الْمُوَحَّــــدِينِ وَسَقُوطَهَا بِالْمَغْرِبِ وَالأِنْــدِلَــــــسِ
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi19.599Keywords:
المغرب والأندلس, ابن تومرت, الموحدين, موقعة العقاب, الغزو المرينيAbstract
استطاع الموحدون تأسيس دولة قويَّة موحَّدة, بفضل تضافر جملة من العوامل, وحرصوا على بسط الأمن في ربوع دولتهم المترامية الأطراف، وللحفاظ على كيانها وضمان قوَّتها رسموا سياسةً محدَّدة المعالم، أشبه بالدستور لتسيير كافة أمور الدولة، وألزموا ولاتهم وعمَّالهم باتِّباعها والسير عليها. وقد رافق الإدارة الموحَّدية في عصر قوة الدولة وازدهارها دقةُ الجهاز الإداري، وحسن ضبطه، وسهر الخلفاء الأوائل وإشرافهم بأنفسهم على متابعة أمور البلاد، وكان وزراؤهم للتنفيذ والتبليغ ومن ظهرت منه بوادر الاستبداد أو التَّهاون نُكب بلا رحمة. وقد قُدِّر لهذه الإدارة أن تختل وتضطرب أحوالها عقب وفاة الخليفة محمد الناصر، فقد بدأت الدولة تخطو أولى خطواتها نحو الانحلال والانهيار؛ حيث امتنع عامل إفريقية عن مبايعة نجله الصغير المستنصر ثم بايعه بتدخل من الوزير ابن جامع، واشتدَّ التنافس على السلطة، وانتثرت أسرة عبد المؤمن إلى شيع وأحزاب ضعيفة متخاصمة، وانتثر شمل القبائل الموحديَّة، واضطربت الأمور واختلَّ النظام العسكري، وانهارت قوى الدولة ومواردها تباعاً، وفيما كان الخلفاء والأمراء منشغلين بالقضاء على أدعياء العرش الذين كانوا يستنصرون أحياناً بالعرب وأحياناً بالبربر، ساءت الأحوال بالمغرب والأندلس، وكثرت الثورات وحركات الانفصال، إلى أن انتهى الأمر بظهور بني مرين على مسرح الأحداث، وسقوط مراكش في قبضتهم.