التَّوْكيدُ بالأدَواتِ (دِراسَةٌ نَحْويَّةٌ دَلاليَّةٌ مِنْ خِلالِ دِيوانِ شِعْرِ الحادِرَةِ)
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi15.493Keywords:
التأكد, التوكيد, شعر الحادرةAbstract
التَّأْكيدُ وَالتَّوْكيدُ، لُغَتانِ، والواوُ أفْصَحُ؛ لِوُرودِها في القُرآنِ الكَريمِ، قالَ تَعالَى:]وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا[[النَّحْل 91]، والتَّوْكيدُ لُغَةً: التَّوْثيقُ والإحْكامُ([i])، وَاصْطِلاحاً: تَثْبيتُ الشَّيْءِ في النَّفْسِ وتَقْويَةُ أمْرِهِ([ii])، وَغَرَضُهُ "إزالَةُ ما عَلِقَ في نَفْسِ المخاطِبِ مِنْ شُكوكٍ، وإماطَةُ ما خالَجَهُ مِنْ شُبُهاتٍ"([iii])، وَيُحقِّقُ التَّوْكيدُ اللَّفْظيُّ تَثْبيتَ الشَّيءِ وتَقْويَتَهُ في النَّفْسِ، في حين يُحقِّقُ التَّوْكيدُ المعْنَويُّ بألْفاظِهِ المَعْروفَةِ إزالةَ ما عَلِقَ في المخاطبِ مِنْ شُبُهاتٍ([iv]).
وَقَدْ حَصَرَ نُحاتُنا دِراسَتَهُمْ للتَّوْكيدِ في هَذينِ النَّوْعينِ(اللفْظيِّ والمعْنَويِّ) تَحْتَ بابِ التَّوابِعِ التي تَتْبَعُ ما سَبَقَها في الإعْرابِ، لَكنَّهُمْ مَعَ ذلكَ لم يَغْفلوا ما حَقَّقَتْهُ أَدواتٌ أُخْرَى غَيرُ هذينِ النَّوْعينِ مِنْ دَلالاتٍ تَوْكيديَّةٍ جاءَتْ دِراسَتُهُمْ لها مُوَزَّعَةً عَلَى أبْوابِ النَّحْوِ المختلِفَةِ طِبْقاً لِمُقْتَضياتِ نَظَريَّةِ العامِلِ، فَبَحَثوا في(إِنَّ وأَنَّ) وما تُفيداهُ لهذا المعنَى عِندَ تَعَرُّضِهِم لإعْرابِ الفِعْلِ المُضارعِ، كما تَعَرَّضوا لهذا المعْنَى عِندَ دِراسَتِهِم لِزِيادَةِ الباءِ في خَبَرِ(لَيْسَ) و(ما).
وَبِما أَنَّ التَّوْكيدَ دَلالَةٌ جَديدَةٌ تُضافُ إلَى الجُمْلَةِ الاسْميَّةِ في صُورَتِها المثْبتةِ حَيْثُ لم تُعَدّ هذهِ الجملةُ بهذِهِ الصُّورةِ كافِيَةً للتَّعْبيرِ عَنْ دَلالاتٍ ثَقافيَّةٍ مُرَكَّبَةٍ تَقْتَضي تَحْقيقَها؛ فَكانَ عليها أنْ تَسْتَخدِمَ وَسائِلَ مُتَعَدِّدَةً لِتَحْقيقِ هذا الهَدَفِ، ومِنْ هذهِ الوَسائِلِ: التَّوْكيدانِ اللفْظيُّ والمعنَويُّ، والتَوْكيدُ بالحُروفِ، والتَّوكيدُ بِضَميرِ الفَصْلِ، والتَّوْكيدُ بالاخْتِصاصِ، والتَّوْكيدُ بالقَصْرِ([v]).