سياسة الدولة العباسية مع الإمارة الأموية في الأندلس (138 هـ-232 هـ / 755 م-846م)
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi18.439Keywords:
الدولة العباسية, الإمارة الأموية الأندلسية, الأندلسAbstract
بعد سقوط الدولة الأموية في المشرق على يد بني العباس سنة 132 هـ / 749 م، الذين أخذوا بعد قيام دولتهم بملاحقة بني أمية أينما كانوا وقتلهم، لذلك فر الكثير منهم بعيداً محاولين النجاة بأنفسهم، وقد كان من بين هؤلاء الأمير عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الذي فر إلى المغرب ومن ثم استطاع العبور إلى الأندلس على إثر انتصاره في معركة المصارة سنة 138 هـ/756 م، ونجاحه في إقامة الإمارة الأموية في الأندلس، وقطع اتصالات الأندلس بالخلافة العباسية بعد أن استقر ملكه في الأندلس، فما أن مضت أشهر دون السنة حتى أمر بقطع الدعاء والخطبة للعباسيين وهذا يعني انفصال الأندلس رسمياً عن الخلافة العباسية، كما يعني أن الأمير عبدالرحمن بن معاوية لم يعترف بسلطان العباسيين وخلافتهم على العالم الإسلامي. ومن جانب آخر كانت الخلافة العباسية تنظر إلى الأمير عبدالرحمن بن معاوية وإمارته في الأندلس إلى إنه العاصي المتمرد على طاعة الخلافة، فقد كان الخلفاء العباسيين ولاسيما الأوائل منهم، يتمنون زوال هذه الإمارة ويسعون إلى ضم الأندلس إلى سلطانهم، ولكن ظروف الدولة ومشاكلها وبُعد الأندلس عن مركز الخلافة حال دون بعث جيش عباسي لضم الأندلس، ومع ذلك لم يتأخروا في تقديم الدعم المادي والمعنوي لكل من حاول ضرب الإمارة والقضاء عليها، آملين في ضمها إلى سلطانهم، فقد جرت عدة محاولات باسم الخلافة العباسية منها حركة العلاء بن مغيث، وعبدالرحمن المعروف بالصقلبي وأيضاً تحالفهم مع الفرنجة لضرب الإمارة إلا أن هذا الأمر فيه جدل كبير ولكن نتطرق له من باب تناوله بعض المصادر للتوضيح فقط، لكن هذه المحاولات لم تحقق شيئاً.