ظاهرة التوحيد في الديانة اللوبية القديمة
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi17.376Keywords:
الديانات القديمة, اللوبية, حضارات المغرب القديمAbstract
لعب الدين دورا مهما في حياة اللوبيين القدماء فاتجهوا للطبيعة التي كانت تمثل مصدر رزقهم وحياتهم وتشكل محيطهم، غير انهم وبالفطرة كان لديهم احساس بأن المظاهر والظواهر الطبيعية ، وكذلك الحيوانات لا تعدو أن تكون حلقة وصل بينهم وبين قوة خارقة لا يستطيعون الوصول إليها، وكان الاعتقاد السائد أن هذه القوة مقرها في السماء، ومن هنا جاءت عبادتهم للمظاهر الكونية الأكثر علوّا، فكانت الشمس والقمر هي الأكثر تقديسا، ثم جاءت الجبال في المرتبة الثانية، وكذلك الظاهر الأخرى، كم أننا نرى أن الحيوانات التي تتمتع بالخصوبة كالكبش والثور والأسد كانت هي الأخرى محل تقديس لأنهم كانوا يرونها هي من اختارتها الآلهة لتكون مقرا أرضيا لأرواحها التي ترسلها للوقوف على أحوال البشر، وتلبية احتياجاتهم، وفي بعض الأحيان لعقوبتهم إذا ما غضبت عليهم.
من هنا حاول اللوبي القديم استرضاء ذلك الإله من خلال القيام ببعض الحركات التمثيلية التي حاول فيها محاكاة ما اعتقده أرواح أرسلها الإله والتي أعتبرها الكتاب المحدثون ما أُطلق عليه مصطلح السحر، كما أنه أعتقد أن تلك الأرواح كانت تخاطبه أحيانا، وهو ما عُرف بالجن، وفي غالب الأحيان نجد أن من يخاطب تلك الأرواح هم من الكهنة ما يدل على المكانة البارزة التي تمثله تلك الأرواح في المعتقد الديني ومدى ارتباطها بإله غير مُدرك مقره في السماء.