التباين المكاني والزماني للتغيرات في درجة القارية المناخية بليبيا خلال الفترة 1981 - 2018

الملخص

تناول البحث دراسة التغيرات في درجة قارية المناخ في ليبيا خلال الفترة (1981 – 2018)، اعتماداً على بيانات درجات الحرارة لعدد (21) محطة أرصاد جوية موزعة على منطقة الدراسة وذلك باستخدام مؤشر بوریسوف  Poresof Inde، واتضح أنّ درجة قارية مناخ ليبيا تتباين من منطقة لأخرى بسبب الاختلاف بين البحر واليابس الصحراوي، وأنّ درجة القارية تتراوح بين المناخ القاري والقاري الشديد والقاري الشديد جداً أحياناً باستثناء محطتي درنة وطبرق حيث يسجلان مناخاً انتقالياً، أي أنّ حوالي (96.73%) من مساحة ليبيا تخضع لتأثير المناخ القاري والقاري الشديد والقاري الشديد جداً، وقد سجلت أعلى درجة قارية بليبيا بمحطة غات (83.64%)، بينما يسود المناخ الانتقالي في الأجزاء الشمالية من البلاد وخاصةً الشمالية الشرقية منها الجبل الأخضر وبعض أجزاء من السواحل الشمالية الغربية، كما تبين أنّ درجة القارية بليبيا تتميز بالتذبذب من سنة لأخرى فبعض السنوات تشهد انخفاضاً في درجة قارية المناخ بينما تشهد سنوات أخرى ارتفاعاً فيها؛ أما فيما يتعلق بالاتجاه العام لدرجة القارية فإنّ السنوات الأخيرة شهدت اختلافات مكانية في درجة قارية مناخ ليبيا والتي من الممكن تقسيمها إلى ثلاثة أقاليم مناخية: الإقليم الأول الواقع أقصى شمال شرق البلاد وجنوبها الشرقي باستثناء محطة غدامس والذي اتجهت القارية فيه نحو الارتفاع تراوحت بين (0.3 – 2.56%)، والإقليم الثاني الواقع وسط البلاد وشمالها الغربي اتجهت فيه القارية نحو الانخفاض البسيط تراوحت بين (-0.32) و (-1.96%)، أما الإقليم الثالث فيقع في جنوب غربي البلاد وشمالها الغربي اتجهت القارية فيه نحو الانخفاض الأكثر وضوحاً تراوحت قيم القارية فيه بين (-2.49) و (-4.2%).

وقد اعتمد في هذا البحث على التحليلات المكانية المتاحة في تقنية GIS من خلال التحليل الإحصائي المكاني Geostatistical Analyst بطريقة IDW للتعرف على صيغة توزيعات القارية، وبرسم الخرائط لدرجات القارية بكامل فترة الدراسة اتضح أن بعض السنوات يتساوى فيها مساحة كل من المناخ القاري الشديد والمناخ القاري الشديد جداً، وفي سنوات أخرى تكون مساحة المناخ القاري الشديد أوسع وسنوات أخرى يحدث العكس.