التيسير النحوي بين التجديد والتجريد
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi14.686Keywords:
التيسير النحويAbstract
إنَّ محاولات النحويين القدامى لم تذهب سدى في التجديد والإيضاح والتيسير؛ وإنما كانت مصدر إلهام وتوجيه لمحاولات الإصلاح والتجديد في مطلع العصر الحديث، وقد عرض البحث لبعض منها – نحو محاولة الأساتذة إبراهيم مصطفى، وعبد المتعال الصعيدي، والدكتور الجواري، والدكتور المخزومي - بنظرة فاحصة؛ كي لا نتخطى تراثنا النحوي، وفهمه وإدراك ما جاء به القدامى؛ للإفادة من علومهم ، وتجنب ما يوصلنا إلى حالة من التعقيد، والتطرف في التأويل والتعليل؛ لذلك تناول البحث تسميات الدعوات الحديثة المختلفة، مع ما تعنيه هذه التسميات لغة واصطلاحًا، ولتحديد ما أسموه عيوب النحو وصعوباته؛ بدأ البحث بكتب النحو، وما قيل عنها، وعن النحاة القدامى وعن منهجهم في مؤلفاتهم، وذلك من خلال محاور ثلاثة: كان الأول: في نظرية العامل، وإلغائها عند ابن مضاء القرطبي، والآراء التي قيلت فيها أما الثاني: فتناول التعليلات والتأويلات النحوية. والثالث: كان في مسائل نحوية تناولها الباحثون، وبعد الانتهاء من هذا البحث تمخضت عن النتائج الآتية:
- إنَّ دراسة تراثنا العربي، وعلمائه البارزين من النحويين واللغويين، هي دراسة تستحق العناية والاهتمام.
- أثبت البحث أن الالتزام بالقديم، والدفاع عن القواعد العربية الأصيلة، لا يمنع من التدقيق، والتيسير، أو التجديد النحوي، وأنه على الرغم من التزام القديم، والدفاع عن القواعد العربية الأصيلة؛ فإن التيسير أو التجديد الحقيقي ليس القضاء على كل ما خلفه القدامى من تراث، وإنما التراث يفهم من معناه، وباختيار الصالح من هذا التراث، ووضع أسس جديدة تقوم مقام البالي منه؛ حتى يظل البناء متماسكًا، وحتى تجد دعوة التجديد صدى ، ويُكتب لها البقاء والخلود.
- إنَّ قبول المعاصرين لهذا الاتجاه، ناتج عن الميل للتحرر من قيود الماضي، وظن الناس أن التجديد يمكن أن يشمل النحو، والتطور يمكن أن يسري عليه كذلك.
- على الرغم من تعدد آراء المحدثين في تيسير النحو، فإن أغلبها لا يخرج عمَّا جاء به القدامى، وإنَّ أكثر هذه المحاولات كان في الفروع النحوية لا الأصول.
5.كان للباحثين العراقيين فضل كبير في نهضة الدراسات النحوية، واللغوية، ونقل التراث العربي بأمانة، والحفاظ عليه في مراحل سبات الأمة، وكان جهدهم وفيرًا ومتميزًا، لا يقل كثرة وأهمية عن جهد الباحثين المصريين.