لُغة هُذَيل في (جَمْهَرة اللغة) لابن دُرَيْد (ت321 هـ)
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi14.679Abstract
الحمد لله الذي أنزل الكتاب بلسانٍ عربيٍّ مُبِيْنٍ، حاويًا أخبارَ الأولين وأنباءَ الآخِرين، كما جعله وعاءً لِما يبحث عنه جُلُّ الباحثين. والصلاة والسلام على سيِّد الْمُرسَلين، محمدٍ النبي الطاهر الأمين، وعلى آله ومن والاه إلى يوم الدين.. وبعدُ،،،
فإن في الغَوصِ في العربية مُتْعةً لكل طالب علمٍ، ولا سيّما إذا كان الغوصُ في اللُّغات التي شكَّلت اللسان العربي؛ حتى رأينا أنّ القرآن الكريم لم يُهمِلْها فجاء مُراعيًا لها، وذلك بنزوله على سبعة أحرُف - كما قال صلى الله عليه وسلم(1)- فاتَّسع لكل قواعد العربية؛ فليست هناك قراءة قرآنية إلّا ولها وجهٌ عربيٌّ تقول به العرب وتعرفُه في تراثها يتناسب مع تلك اللغات، فحُفِظَت العربيةُ بالقرآن وحُفِظَ بها.
كلُّ ذلك جعل اللغويين القُدامَى يتسابقون في الدراسات اللغوية الْمُتمثِّلة في وضع المعاجم التي كانت قِبْلةً للباحثين عن الوجوه اللغوية للْمُفرَدات، وربّما وفَّوها حقَّها من هذه الناحية؛ كالخليل بن أحمد (175ه)، وابن دُرَيد (231ه)، والصاحب، إسماعيل بن عَبّاد. (385ه)، والجوهري (393ه)، وابن فارس (395ه)، وابن سِيْدَه (458ه)، والزمخشري (538ه)، وابن منظور (711ه) وغيرهم - رحمهم الله- وقد جاءت هذه الدراسات لحاجة المكتبة العربية إلى بحوث خاصة على المستوى اللُّغَوي للقبائل العربية، فهَيَّأ الله ــ تعالى ــ مَن انبرى لحفظ هذه اللغة والإشراف عليها والذَّود عنها.
وحين كنتُ أبحث عن موضوع في هذا المجال أستفيد منه وأُفيد؛ عنَّ لي موضوعٌ باسم: (لغة هُذَيل في جمهرة اللغة لابن دُرَيد) لعدة أسباب أضفتُ إليها أهمية الموضوع؛ منها:
- الإشارة إلى أنّ تعدُّد اللهجات العربية نتج عنه اختلاف في وجود ألفاظ كثيرة.
- أنّ هذا النوع من الدراسة يتحقّق معه إلقاءُ الضوء على ما يُصادفُنا من تعدُّد الوجوه في قضية من قضايا اللغة، وتفسير بعض الظواهر اللغوية.
- أن لِلُغة هُذَيل أثَرًا كبيرًا بين لَهجات العرب؛ حيث كانت ضمن الرقعة المكانية التي حدَّدَها العلماء لصحة الاستشهاد، ومِن ثَمّ وضع التقعيد النحوي.
- ما خلَّفتْه هذه القبيلة من تراثٍ ضَخْم كان له دور في الدرس العربي، ممّا جعل العلماء يُفْرِدون له ديوانًا يدل على اهتمام قَلّما حَظيَ به شعرُ غيرها من القبائل.
والكتابُ الذي اعتمدتُ عليه في ذلك كان بتحقيق الدكتور رَمْزي مُنير بعلبَكي. دار الملايين. الطبعة الأولى. 1987م. وجَزَى اللهُ الْمُحَقِّقَ كلَّ خير فقد أفادني في فهرسة اللُّغات فائدةً كبيرة اختصرتُ من خلالها جُهدًا ووقتًا كبيرَين.. فاستعنتُ اللهَ وبدأت إنجاز البحث الذي جاء على مبحثين:
- الْمَبْحَث الأول: وقسم إلى:
أولًا: قبيلة هُذَيل؛ أصلُها ونَسَبُها، منازِلُها ومكانتها الاجتماعية وبُطُونُها، أَشْعارُها وفصاحتُها، مَنْزلتها بين اللَّهَجات العربية.
ثانياً: ترجمة مُختصَرة لابن دُرَيْد؛ اسمه ونَسَبُه ومَولِدُه، عِلْمُه وشُهْرَتُه وشِعْرُه وحُبُّه للعِلْم وأهلِه. شيوخُه ـ تلاميذُه ـ مُصَنَّفاتُه ـ جمهرة اللغة.
- الْمَبْحَث الثاني: وقسم إلى:
أولاً: ما ورَدَ من لغة هُذَيْل في جمهرة اللغة ووافقته الكتب الأخرى ـ ما ورد في الجمهرة ولم تذكره الكتب الأخرى.
ثانياً: ما لم يذكره ابن دُرَيْد من لغة هُذَيْل وجاءت به المصادر الأخرى.
- ثم تلا ذلك الخاتمةُ والنتائج، فقائمة المصادر.
وأخيرًا فلغة هُذيل إحدى اللغات المكوِّنة للعربية لغة جميع العرب، والتي أحببتُ أن أشكرَ بحروفها كلَّ القائمين على إدارات الصروح العلمية التي كانت قِبلةً لطلاب العلم.. جعلَها الله مُبارَكةً عامرةً بالعلم وأهلِه..