المنهجية العلمية بين الفقه والنحو
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi11.660الملخص
يتناول هذا البحث المنهجية المشتركة بين الفقه والنحو والتي تقوم أساسًا على قضية التأثير والتأثر والتكامل بين العلمين، والمعلوم أن هناك صلاتٍ وروابطَ وأبعادًا تصل بين هذين العلمين المختلفين شكلًا ومضمونًا وانتماءً، فالنحو علم لسانيٌّ يُعنى بتقويم اللسان وحمايته من اللحن بمجموعة من الضوابط والقواعد التي يسير عليها الناطق باللغة، والفقه علم شرعي يُعنى بتقويم السلوك وحماية النفس من الانحراف والضلال، ويشترك العلمان من الناحية العلمية في كونهما علمين عقليين لا يعتمدان على النقل بقدر اعتمادهما على الاجتهاد العقلي المبني على النصوص الموثوقة .
وبالنظر في مادة العلمين النظرية والتطبيقية ظهر أن لهما بعدين:
أحدهما البعد التأثري والتأثيري: وقد ظهر من خلال البحث أن أسبقية الفقه على النحو في الظهور والتدوين - بحكم الحاجة اليومية إلى أحكام ترشد المسلم في تفاصيل عباداته ومعاملاته - جعلته علمًا مؤثِّرًا لا متأثرًا، ويتمثل تأثر النحو بالفقه في المنهج والأصول والمصطلحات .
والآخر البعد التكاملي: وفيه يتضح بشكل جليٍّ قدر التكامل بين العلمين، فكلاهما محتاج للآخر مرتبط به ومبني عليه، وفي هذا الجانب تحديدًا ظهرت المصنفات التي تتناول القضايا والمسائل الفقهية المبنية على أحكام النحو وقواعده .