التحديث والحداثة في البلدان الطرفية

الملخص

تتناول هذه الدراسة إحدى أهم القضايا التي شغلت المفكر العربي طيلة العقود الماضية كونها أصبحت ركناً أساسياً في الدراسات المتعلقة بطبيعة النظم ؛وتعمل على إحداث تغييرات جوهرية في بيئتها وتستهدف مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإيديولوجية من جهة وما بين أفراد المجتمع أنفسهم من جهة أخرى بغية تحويل المجتمعات من مجتمعات تقليدية إلى مجتمعات متقدمة. لذا تعددت المنطلقات التي تحاول تحديد مفهوم شامل للتحديث والحداثة في الدول الطرفية، وربطها بعملية التنمية حتى أصبحا يسيران في خطين متوازيين لأكثر من ربع قرن من الزمان في أنحاء كثيرة من العالم ،واختلطت بداخله مفاهيم أخرى كمفهوم التغيير, والتقدم, ومفهوم التطور, ولم ينجُ من تداخل هذه المفاهيم، وبخاصة مفهوم التحديث والحداثة سوى قلة قليلة من النُخب الأكاديمية من خلال اعتقادهم بأن التحديث هو الحداثة .

      من هنا طُرحت إشكالية أساسية تتمحور حول" المقصود بالتحديث والحداثة في الدول الطرفية والتي ترغبها وتريدها، وما طبيعة التغييرات التي تحدثها هذه الظاهرة على تكوينها ؟ وهل دخلت شعوبها ونخبها إلى مرحلتها ؟  بغية  تسليط الضوء على هذه الظاهرة  كونها تتعرض إلي الأسس التي يستمد منها الأنظمة القائمة في الدول الطرفية شرعيتها والتي قد تتخلخل بسبب هذه التغييرات التي تحدثها الحداثة وبهذا تفقد شرعيتها.