الجمل من حيث التعريف والتنكير

الملخص

         الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

      فإن اللغة العربية قد بنيت على أسس وقواعد علمية ومنطقية دقيقة، وإن كثيرا من مسائلها يمكن دراسته في إطار فلسفي، يمكن الباحث من الربط بين الجوانب اللغوية

والجوانب الفلسفية؛ ليقف منهما على حوض معرفي واحد، تتبلور فيه حقيقة المسألة اللغة والفلسفة، وهذا بعينه روح الفهم اللغوي الذي ينشده الدرس اللغوي والنحوي،

فهم يقوم على أرضية علمية صلبة، بعيدًا عن التسليم الخالي عن الدليل المنقول والمعقول.

        ومن العلماء الأفاضل الذين عنوا بهذا الجانب العلمي اللطيف: نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري المتوفى بعد سنة (850هـ)، الذي ألف رسالة لطيفة حول مسألة الجمل وتعريفها، وهي مسألة اختلف فيها علماء النحو، بين مؤيد ورافض.

        ولما وقفت على الرسالة المعنية بالتحقيق، رأيت فيها مادة علمية حري بأن تخرج في حلة جديدة، ولم أجد لهذه الرسالة بعد البحث والتفتيش - سوى نسخة فريدة، فعزمت على إخراجها إلى النور؛ لعل الله ينفع بها من يطلع عليها.

     وقد جعلت عملي فيها مقسمًا إلى قسمين قسم دراسي للتعريف بالمؤلف ورسالته، وقسم لتحقيق الرسالة. ثم أردفت التحقيق بفهرس للمصادر والمراجع، سائلا المولى عز وجل - التوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.