حاكمية العقل في التحسين والتقبيح عند المعتزلة
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi12.706الكلمات المفتاحية:
حاكمية العقل، التحسين، التقبيح، المعتزلةالملخص
يشغل المعتزلة حيزاً كبيراً في الفكر الإسلامي، ولايزال الحديث عنهم- بعد قرون من نشأتهم وقرون من اختفائهم كمدرسة فكرية لها أصولها - يشد القارئ ويشوقه، لأن تاريخ المعتزلة قد ارتبط بأسباب ليس هنا محل بحثها، بما يمثل ثورة عقلية. ولّدت فيهم حرية الفكر والرأي، فلا نجد فرقة كلامية نمت فيها هذه الحرية كما نمت في رحاب مدرستهم، فاتسع أفقهم، وتفتحت أذهانهم، ولم يقفوا عند ظاهر النص، بل راحوا يستخرجون مراميه البعيدة.
بنزعتهم العقلية تناولوا أصول العقيدة إثباتا ودفاعاً فاستطاعوا أن يصمدوا في مواجهة الحملات التي وجهت للإسلام، وأن ينتصروا لمبدأ التوحيد ويعمقوا مفهوم العدل في نفوس المسلمين.
كما طرح المعتزلة منذ نشأتهم قضايا وناقشوها وتوسعوا في بحثها كأفعال الإنسان وحريته وقاعدة التحسين والتقبيح العقليين، والعدل الإلهي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من القضايا التي أثارت جدلاً كبيراً، ومناقشات جادة، طرحها التطور العقلي للمعتزلة في مرحلة من مراحل الفكر الإسلامي تجنب المحافظون حينذاك الخوض فيها، وإنما كان يسلم بها كما وردت من دون بحث أو تأويل، بل كان مجرد السؤال عنها يُعدّ بدعة.