بنية النص الشعري عند (حسان بن ثابت) في الجاهلية والإسلام دراسة وموازنة

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد r، أمَّا بعد:

تحتلُّ دراسة القصيدة الجاهليِّة اهتمام النُّقاد، وقد بلغت دراستها على مستوى المضمون والشكل في صور متعددة، وأثبتت الدراسات الحديثة أهمية دراسة بنية النص، بوصفها وحدة متكاملة أنشأها الشاعر مع صدق تجربته في عطاء لا يخرج عن عُرف سائد، استمرّ هذا العطاء حتى مطلع العصر الإسلامي وبدايات تطور وتغير بنية القصيدة العربية  تقريباً.

وفي هذا البحث يحاول الباحث عقد موازنة بين قصيدتين لحسان بن ثابت، الأولى في العصر الجاهلي، والثانية في العصر الإسلامي؛ بهدف المحاولة للوقوف على دراسة أبعاد إحدى قضايا الشعر الإسلامي، وهي ضعف النص الإسلامي، تلك الرؤية التي اكتنفت الحركة النقدية العربية، ومدى رؤية النقاد حول هذه القضية، وذلك من خلال دراسة بنية النص عند حسان في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، بمنهج الدراسة والموازنة بينهما على مستوى البنية دراسة فنية، وهي محاولة تعتمد على  تحليل النصّين بمقاربة أبعاد القضية المطروحة التي يعالجها، وهي ضعف الشعر الإسلامي، والتي يمكن صياغتها على هيئة سؤال متمثلاً في: هل ضَعُف الشعرُ في العصر الإسلامي؟ وللإجابة على هذا السؤال اقتضى تقسيم الورقة البحثية إلى :

• دراسة ظاهرة الشعراء المخضرمين.
• بنية النص الجاهلي، ومحاولة الكشف عن العرف الجاهلي لدى الشعراء الجاهليين في بناء قصائدهم.
• دراسة مدى تمثل الشاعر الإسلامي بالعرف الجاهلي، متخذًاً إحدى قصائد المديح لحسان بن ثابت أنموذجًا لذلك.

دراسة نص للشاعر حسان بن ثابت في العصر الإسلامي. هذا وقد خلص البحث بعقد موازنة فنية جاءت من حيث البنية بمثابة الخاتمة التي خلص إليها وهي تمثل نتائج هذا الجهد العلمي، وفي علم الباحث أن هذا النمط من الدراسات يعتني بهذه القضية السالف ذكرها لم  تتعرض إليها  دراسة سابقة، برؤية وتوظف المنهج الفني .

وقد اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي، من خلال قراءة نصية اتكأت على دراسة بنية النص في الاطار الفني، الذي يبتعد قليلا عن دراسة المضمون، وذلك من واقع تحديد رؤية تشير إلى أن الدراسة الفنية سبيل لتحقيق نجاح النص وجودته، ومدى تمثله بقضاياه التاريخية معتمداً على المراجع التي تخدم طبيعة البحث من الناحية الفنية، أو التي تعالج وتطرح قضايا الشعر الإسلامي.