رسالةٌ على تحقيقِ البَسْمَلَةِ للشَّيخِ محمَّدٍ الأميرِ المالكي (1232هـ)
DOI:
https://doi.org/10.37375/abhat.vi13.622الكلمات المفتاحية:
تحقيقِ البَسْمَلَةِ، محمَّدٍ الأميرِ المالكيالملخص
الحمد لله، أهلِ الحمدِ والثَّناء، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمَّدٍ خاتم المرسلين والأنبياء، وعلى آله الأنقياء، وصحابته النُّجباء. أمَّا بعد، فإنَّ البسملة أمرها عظيم، وفضلها عميم، وخيرها كثير، وأجرها كبير، شُرعت لذكر الله تعالى، في جميع الأحوال، وفي مختلف الأمور، فهي مطلوبة في الافتتاح، طلبا للعون، وتيمُّنًا، وتبرُّكًا، وبها افتُتح المصحف الشَّريف، وأجمع أهل العلم على أنَّها جزء آية من القرآن الكريم، قال الله تعال: ] إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[(1)، وقد ورد في السُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة ما يرغِّب في الاستفتاح بها، والتَّحذير من تركها، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "كلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فيه ببسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَهْوَ أبْتَرُ"(2). وقد وردت الآثار والأحاديث في التَّأكيد على طلبها في أكثر من موضع، كالوضوء، والسَّفر، وغير ذلك... ولذا فقد ازدادت عناية أهل الفضل والعلم بها، فأفردوها بالتَّصنيف والتَّأليف، وكشفوا اللِّثام عمَّا فيها من أسرار لغويَّة، وبلاغيَّة، وقد كثر التأليف فيها حتَّى بلغ مبلغا جعل الشَّيخ الأمير يقول: "سَاقَنِي مُدبِّرُ المقاصدِ إلى مُطَالعةِ شرحِ الآجرُّوميَّةِ للشَّيخِ خالدٍ، فلمَّا أردتُ الافتتاحَ أرادَ حضورَ المجلسِ جماعةٌ من ذوي الأفهامِ الصِّحاحِ؛ لِمَا أنَّه أوَّلُ قِرَاءَتِي، فتأملتُ فإذا الكلامُ على البسملةِ مُبتذَلٌ مملولٌ، وذكرُ الشَّائعِ الذَّائعِ من شِيَمِ الجَهولِ".