رسالة فيما يتعلق بقوله -  - (ليسَ مِنْ أَصْحَابِي إِلَّا و لَوْ شِئْتُ لَأَخَذْتُ عليه لَيْسَ أَبَا الدَّرْدَاءِ)

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.

فإنَّ العلوم اللغوية من أجَلَّ العلوم التي ينبغي أن يُهتم بها، ومعلوم أن مسائلها كثيرة ومتنوعة؛ لذا اهتم العلماء السابقون- على مر الزمن- بها اهتمامًا كبيرًا، فألفوا الكتب والرسائل، وشرحوا وفصلوا كثيرًا من المسائل، وخصصوا بعض مؤلفاتهم ورسائلهم لدراسة بعض الجزئيات الصغيرة، وكان من العلماء السابقين الذين عنوا بهذا النوع من العلوم: الشيخ شمس الدين محمد الأنباي (ت1313ه)، فقد خصص رسالة لإعراب الحديث النبوي: (ليس من أصحابي أحد إلا ولو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدَّرْدَاءِ)، فذكر فيها كثيرًا من المسائل والأحكام النحوية، فجاءت الرسالة مستوفاة بما يتعلق بشرح الحديث وتوجيهه إعرابيًّا.  

وعند اطلاعي على هذه الرسالة تذكرت- عندما كنت في مرحلة دراسة الماجستير- مقالة أستاذي وشيخي (يوسف حسين بادي)- رحمه الله تعالى-، عندما طلب مني أن أخرّج هذا الحديث المعني بالدراسة، فوجدت في هذه الرسالة مادة علمية تستحق الدراسة والبحث؛ وأنها تفي بتلبية شيءٍ من رغبة أستاذي- رحمه الله تعالى-؛ فرأيت أن أظهرها في حلة جديدة؛ للاستفادة منها.

وقد قدمت للتحقيق بقسم دراسي، ذكرت فيه- بإيجاز- تعريفًا بالمؤلف، وتعريفًا برسالته.

واعتمدت في تحقيق الرسالة على نسختين مخطوطتين، واتبعت منهج التحقيق المتعارف عليه بين أهل التحقيق.