تأثير حركة المياه البحرية على ساحل منطقة طبرق شمال شرق ليبيا دراسة في الجيومورفولوجيا

الملخص

تشرف منطقة الدراسة على البحر المتوسط بساحل بلغ طوله 52.42كم، وتمثل التداخلات الساحلية أحد أشكال الساحل المميزة له نظراً لانتشارها على طول الساحل وتوغل البحر في اليابس لمسافات متباينة، وأبرزها خليج طبرق البالغ مساحته 6.47كم2، وتهدف الدراسة إلى تحديد خصائص الساحل والعوامل المؤثرة في تشكيله.

تعرَّض ساحل منطقة الدراسة خلال الفترات الجليدية والفترات الدافئة في عصر البلايستوسين لتذبذب مستمر، وارتبط منسوب سطح البحر بالتغيرات المناخية – النباتية في الزمن الرابع، وكذلك هناك عوامل أخرى منها: التكتونية مثل توازن القشرة الأرضية وبناء الجبال والتواء سطح الأرض، حيث كان الغمر البحري بالفترات الدافئة التي تتخلل الفترات الجليدية، والعكس أثناء فترات البرودة الشديدة أو الجليدية. وترجع أقدم التكوينات الجيولوجية بمنطقة الدراسة إلى عصر الإوليجوسين العلوي والميوسين السفلي بالزمن الثالث، وأحدث التكوينات ترجع إلى البلايستوسين بالزمن الرابع.

وبدراسة خصائص خط الساحل تراوحت نسب التعرج به ما بين 5.6/كم عند خليج طبرق إلى 1.3/كم في الساحل الممتد من رأس الزقم حتى مصب وادي العودة، بمتوسط عام بلغ 2.55/ كم. في حين تراوحت معدلات التقوس في الساحل 0.48 عند خليج طبرق إلى 2.6 عند شاطئ الليدو بمتوسط عام بلغ 2.06، ويشير ذلك على استقامة الساحل. وذلك بسبب العوامل البنائية المختلفة سواء كانت تكتونية أو بفعل عوامل التعرية البحرية، وتحكمت طبيعة الساحل واتجاهاته في التداخلات البحرية في اليابس.

وتبين من خلال دراسة العوامل المؤثرة في تشكيل الساحل أن الأمواج السائدة واتجاهاتها والتي تراوحت قوة طاقتها ما بين 5062كجم/ م2 صيفاً إلى 125577كجم/م2 في فصل الشتاء، والتي كان لها الأثر الواضح في كمية الرواسب المتاحة في تحديد حجم ونمط الأشكال الناتجة عن النحت والارساب البحري. كما تبيّن من خلال مسارات التيارات البحرية التي تسير على أعماق تراوحت ما بين 50-100م فيقل تأثيرها على خط الساحل لأنها موازية له، وكذلك يبعد مسارها عن خط الساحل لمسافة 3كم في المتوسط، وتبين من دراسة حركتي المد والجزر تأثر الساحل بنظام المد والجزر النصف يومي وهو لا يتعدى 30سم ويقتصر تأثيره على منطقة الجروف البحرية في شمال غرب منطقة الدراسة.