العولمة الاقتصادية من منظور فلسفي " دراسة تحليلية لبعدها الايديولوجي "

الملخص

تعـــــد ظاهـــــرة العولمة تطـور طبيعي للحضــارة، وهــي ظاهــــرة واقعية قديمة حديثة تأثرت بهـــا جميـع جوانب الحياة، ويعتبـــر الجانب الاقتصــادي من أهـم الجوانب الأكثر تأثيراً وتأثراً بنتائج وتحديات أيديولوجية العـولمة. ومـــــن هنا كان ــن الصعب تحديد مفهــــوم معين لهذه الظاهرة نظراً لتعـــدد تعريفاتها، ولهـــذا تدخل العولمة ضمن إطار أيديولوجي نظراً لتناوله الكثير من المفكرين والفلاسفة. بالتالي هي أيديولوجية تهـدف في فلسفتها الى محاولة السيطـــرة علـى كثير من اقتصـــاديات الدول النامية لفـرض هيمنتها عليـــها، أن تداخل مفهـوم العـولمة بمفاهيم التطــور كالحداثة، وما بعد الحداثة، وارتباطــــها بإيديولوجيات اخــرى كالرأسمالية والشيــــوعية والليبرالية جعلــها تأخد بعداً ايديولوجياً في الوقت الحاضـر باستعادة النظام الاقتـادي الرأسمــالي وهيمنته بصـــورة جديدة مبنية على اقتصـاد السوق. وكانت لها اثارها الإيجابية والسلبية واضحة علــى الدول العالم. المتمثلة في الخير بأوسع معانيه والتي جعلت المؤيدين لها يرحبون بها، والشـر بأوسع معانيه المتمثل في هيمنة الدول الرأسمــــالية على الدول النامية عــــن طريق آلياتها كالشــركات متعــددة الجنسية، والبنـــك الدولي، وصنـدوق النقــد الدولي، ومنظـــمة التجارة العالميـــة، مــــن اجـل تحقيـــق أهدافـها التي كانت لها مخاطر تهـدد اقتصاديات الدول النامية. وـن هنا كان للدول النامية لابد من إيجاد سبل لمواجهتها.