الأهمية الاقتصادية والبيئية لزراعة نبات الساليكورنيا على السواحل الليبية

الملخص

الساليكورنيا (Salicornia) أو الشمرة البحرية (الأشنان) وهي عبارة عن نبات بدون أوراق يتكون من غصون لحمية تستخدم كأعلاف للحيوانات، كما يستخرج من بذورها زيت صالح للاستخدامات الغذائية، كما يستخدم هذا النبات في صناعة الأسمدة والورق والصابون، ينمو نبات الساليكورنيا في البيئة الصحراوية المعتدلة ويروى بمياه البحر المالحة. وتتمثل أهميته الاقتصادية في كونه تنمية للمحاصيل المحتملة للملوحة لاستغلال بيئة الأراضي الجافة أو أراضي السبخات التي تصعب فيها زراعة محاصيل أخرى، كونها إحدى أكثر النباتات تحملاً لملوحة التربة لذلك، فهي تنمو بشكل طبيعي على شواطئ البحار والبحيرات المالحة والسباخ كما انه لا يوجد نقص في مياه البحر. تعتبر ليبيا بجملة أراضيها تقع في بيئة صحراوية واسعة الانتشار حيث تشكل الأراضي الصحراوية ما نسبته (98 %) من جملة أراضيها كما يمتد ساحلها المطل على البحر المتوسط بمسافة تبلغ (1850) كيلومتر. وتشكل المنطقة الشمالية الوسطى بيئة مناسبة لزراعة النباتات المالحة كونها مناطق صحراوية مطلة على البحر المتوسط مما يجعل هذه الزراعة مجدية اقتصادياً كما تتوزع السبخات في العديد من مناطقها الساحلية. إن توفير الكفاية من الأعلاف يعد من أكثر المشكلات الزراعية في ليبيا وبزراعة النباتات المالحة يمكن التقليل من الضغط على المراعي الطبيعية، تحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على الأهمية الاقتصادية والبيئية لزراعة نبات الساليكورنيا والذي اثبت نجاحه في العديد من المناطق الجافة في العالم، بالإضافة إلى دراسة مقومات زراعته، واقتراح بعض المناطق التي يمكن توطين زراعته فيها. تشمل الدراسة ثلاث محاور، تناول المحور الأول التعريف بنبات الساليكورنيا وأهميته الاقتصادية والبيئية، ويتناول المحور الثاني دراسة لأهم المقومات الطبيعية لزراعة محصول الساليكورنيا، بينما يتناول المحور الثالث تجارب بعض الدول ونجاح زراعته بجدوى اقتصادية واقتراح بعض المناطق المناسبة لزراعته على سواحل الأراضي الليبية.