فتجنشتين وألعاب اللغة
الملخص
تعدُّ فلسفةُ لودفج فتجنشتين من أهمَّ الفلسفاتِ في الفكرِ الفلسفيِّ الغربيِّ المُعاصرِ، فمعها سيتمُّ تأسيسُ فلسفةٍ جديدةٍ للِغةِ، ويتمُّ من خلالِها أيضاً التمهيدُ لِما يُعرفُ بِعلمِ اللغةِ. لقد شهدَ فكرِ فتجنشتينِ اللغويِّ تطوراً أسسَ لما يُمكنُ أن نُسميهُ قطيعةٍ معرفيةٍ في فلسفتهِ اللغوية، ففي بداياتِ تفكيرهِ اللغوي قدمَ نظريةً اعتمدت على ما سماه بالقضايا الذريةِ التي سيُسندُ لها أمر التحققِ من المعنى في اللغةِ، أما في نظريتهِ المتأخرةِ فإنَّ المعنى فيها سيتحددُّ من خلالِ الاستعمالِ.
إنَّ القولَ بِوجودِ قطسيعةٍ بين فتجنشتين المُبكرِ وفتجنشتين المتأخرِ لا يلزمُ عنهُ بِالضَّرورةِ أن تكونَ القيطعةُ على كُلِّ المستوياتِ، فقد مالَ البعضُ إلى أن نظرية فتجنشتين المتأخر تؤسس لِقطيعةٍ بينَ العالمِ واللغةِ، إلاَّ أن تبني مُقاربةٍ نقديةٍ تُدلل على أنَّ العلاقةَ بينهُمَا مَازالتْ قائمةً، فمدلولُ اللفظِ يتحدَّدُ مِنَ الصُّورةِ الَّتي يولدُهَا فِي الذَهنِ وهِيَ صورةٌ مُستقاةٌ مِنَ الواقع، كما انَّ العلاقة بين اللغة والفكرِ ظلت هي هي لم تتغير على الرُّغمِ من تغير النَّظريةِ.