النمو السكاني في ليبيا خلال الفترة من 1954-2006م. دراسة في الجغرافية البشرية

الملخص

الجغرافية البشرية فرع من فروع الجغرافية العامة والسكان مشكلة العصر الحديث كما كانت مشكلة العصور القديمة فالغزوات والهجرات والتوسع الاستعماري هي نتيجة عدد من العوامل لعل من أهمها العامل السكاني فالسكان المشكلة المزمنة وأن السكان هم المحور الرئيسي الذي تدور حوله وتنبع منه كثير من الدراسات في شتى المجالات ولا جدال في أن عالم اليوم يعيش مرحلة تزايد سكاني كبير ودراسة عنصر السكان لأي دولة له أهمية كبرى, إذ أن نمط وتوزيع وتركيب السكان الأمور البالغة الأهمية في تخطيط وتطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكل بلد فعنصر السكان يعتبر قوة من حيت أنه كان وما زال الأداة الفعالة في البناء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للدول مما دفع الباحث إلى تناول هذه المشكلة مطبقا ما تبنتها المؤسسات العلمية في دراسة السكان.

إن هذه الدراسة لها أهميتها الكبرى ولا يستغنى عنها عند استحداث خطة عمل تنموية شاملة للسكان إذ لابد من الرجوع إلى هذا النوع من الدراسة لمعرفة النمو السكاني كالزيادة الطبيعية (المواليد والوفيات والغير طبيعية كالهجرة وذلك بالاعتماد على الدراسات السابقة المشابهة والقريبة من هذا الموضوع وكذلك الدوريات والإحصاءات ذات العلاقة.

تعد هذه الدراسة من الأمور الهامة والأساسية في سبيل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فعلى ضوء النمو السكاني تعدل معدل النمو الاقتصادي المستهدف داخل الدولة وهذا يتطلب الوقوف على حجم ومعدل النمو السكاني في كل المدن الليبية وهي ترتكز على محورين, زمني يبدأ من 54-2006م.ومكاني موضوعه هو ليبيا، وتهدف الدراسة إلى التعرف على سمات النمو السكاني في ليبيا, والتعرف على مستقبل النمو السكاني, و لتبين حجم ونمو السكان, والمدعم ببيانات صحيحة لكي تبنى خطط التنمية الاجتماعية, واقتصادية, وتعتبر هذه الدراسة محاولة لتقديم مساهمة من قبل الباحث في معالجة بعض الأمور الحضرية, واستكمالا لسلسلة الدراسات الجغرافية السابقة بمنطقة الدراسة.